الليلة كأس السوبر بين الأهلي وإنبي

و ذلك بعد تجميد للنشاط دام لأكثر من7 أشهر عقب أحداث ستاد بورسعيد, عاشت
خلالها اللعبة مرحلة من كتم الانفاس خوفا من الجدل الدائر بين بعض الجماهير
المطالبة بعدم عودة الكرة قبل القصاص لشهداء أول فبراير, والمنادين بعودة
الحياة لطبيعتها في الملاعب مادام الأمر ليس مرتبطا بعد أن أصبح في يد
القضاء العادل.. حتي حانت لحظة القرار من الدولة بعد أن إشتاق الكثيرون إلي
الفعل يلعب بين فريقين مصريين علي أرض مصرية.
ومباراة الليلة ذات طبيعة خاصة, ليس فيما يتعلق بالغلاف الخارجي المحيط
بها من أحداث متلاحقة فقط وكونها بالونة إختبار لعودة الدوري, وإنما لأنها
تمثل أهمية خاصة لطرفيها, فهي بمثابة بطولة بذاتها, تهم الأهلي بطل الدوري
قبل الماضي( الملغي) وإنبي بطل الكأس في العام ذاته, في أول ظهور محلي لهما
منذ زمن ليس بالقريب, فكلا الفريقين جهز أوراقه الخاصة منتظرا تلك اللحظة
الفارقة,والظهور في منافسة رسمية محلية, ولاسيما أنها لقبا يهم مدربيهما
حسام البدري وطارق العشري, فكيف يفكران.. وماذا يفعلان ؟
يري البعض أن حظوظ الاهلي نظريا هي الأفضل, فهو قادم من ممارسة واقعية
ببطولة دوري أبطال إفريقيا وبالتالي البدري لدية تصورا أكثر شمولية عن
لاعبية, إلي جانب ذلك العامل النفسي التحفيزي لديهم بعد الخسارة الأخيرة من
مازيمبي في لوبومباشي,كما أن تشكيلتة المنتظرة متوقعة بشكل كبير وكذلك
طريقة اللعب التي سيعدل خلالها كثيرا من الاخطاء التي وقع فيها بالكونغو,
وخاصة المتعلقة بخط الوسط أهم خطوط فرق كرة القدم.. فهو الخط الذي يحتاج
إلي عمل مستمر ودءوب, ومبادرات ومغامرة, وصناعة الهجمات, وإفساد هجمات
المنافس, وهنا قد يدفع البدري بلاعب في الوسط له طابع دفاعي, قادر علي
استخلاص الكرة وعلي الرقابة.. وهو ما يعني زيادة عدد اللاعبين
المدافعين,لكنه لا يعني أنها طريقة دفاعية,ومن المتوقع أن يكون هذا اللاعب
هو الجوكر أحمد فتحي في ظل طريقة4-2-3-1 التي سيعتمد عليها, فمن المنتظر أن
يكون شريف إكرامي حارسا للمرمي,وأمامه الرباعي.. سيد معوض يسارا وشريف عبد
الفضيل ووائل جمعة وأحمد صديق يمينا وثنائي الوسط المدافع.. أحمد فتحي
وحسام عاشور,يتقدمهم ثلاثي من أصحاب المهارات الهجومية وصناعة الهجمات كل
في المكان الذي يحبه, فبركات يميل إلي ناحية اليمين قليلا, ووليد سليمان
يشعر برونقه في الجهة المقابلة وبينهما عبدالله السعيد, وفي الهجوم أوسو
كونان.
تللك هي الرؤية الورقية لما يفكر فيه البدري ويخطط له, وفي المقابل تظهر
مخطوطات العشري, وقد يكون واقعها خاليا من الممارسة العملية الرسمية, لكنه
مدججا ببعض الإختبارات الودية التي قد تكون قدمت له رؤية واضحة عن
لاعبيه,وجاهزيتهم للقاء, إلي جانب الطموح الذي يدفعه لحمل تلك الكأس ثانية
من الأهلي ولكن مع فريقه الجديد,وبالرغم من غياب مهاجمه أحمد رؤوف للإيقاف,
وهو ما يشير إلي تغييره لطريقة اللعب التي يميل إليها وهي4-4-2 ليلعب بنفس
طريقة الأهلي, إلا أنه يمتلك أوراقا هجومية بديلة قد تثنيه عن قراره, ولكن
مؤشرات التشكيل المتوقع لإنبي تدور في فلك وجود محمد عبد المنصف في حراسة
المرمي, وأمامه الرباعي..أسامه رجب وعمرو فهيم ومانو( ابراهيم يحيي) ومحمد
ناصف في حال كان جاهزا, وفي الوسط المدافع.. محمد شعبان وعبدالله الشحات,
وأمامهما عبد السلام نجاح وعادل مصطفي ومازالت المفاضلة لم تحسم بين إختيار
صالح جمعة أو أحمد عمران بجوارهما, أو الدفع بمؤمن زكريا بجوار أحمد عبد
الظاهر كمهاجمين صريحين وعدم تغيير طريقة اللعب.
وبرغم وضوح الرؤية والأسلوب وطريقة اللعب في الفريقين من خلال المعطيات
النظرية, إلا أن شيئا ما يبقي وهو الواقع العملي وقراءة المباراة وأحداثها
ومجرياتها التي ستوضح تفوق مدير فني علي الآخر, وهو أمر أشبه بلعبة
الشطرنج, لأن تحريك لاعب من مركز لآخر قد يفاجئ المنافس ويستدرجه للخسارة,
وينتظر الكثيرون بشغف رؤية هذه المباراة تقام في موعدها وتمر أحداثها
بسلام, فماذا يحدث.. وكيف سيكون المشهد الطبيعي والواقعي.. هذا ما ننتظر أن
نراه الليلة.. ولنعرف أيضا من سيحمل كأس السوبر؟!